قراء سلفيّون - جمعية مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث

قراء سلفيّون

  • محمد موسى نصر
  • 25/06/2018
  • 2903

هذه نبذة موجزة تحوي ذكرَ جماعةٍ من القراء السلفيين ممن ورد ذكرهم في ((غاية النهاية)) لابن الجزري ممن نصَّ في ترجمتهم على أنهم كانوا يتبعون طريق السلف في العقائد والأحكام، أو أنهم ألفوا في الرد على أهل البدع، أو امتحنوا بسبب عقيدتهم السنية السلفية أردنا المثال لا الحصر وإلا لو تتبعنا القراء السلفيين الذين اعتنوا بالقراءة والإقراء في كتب التراجم لزاد هذا المقال عن حجمه كثيراً، وبخاصةٍ أنني لم أترجم للمعاصرين من قراء السلفيين على قلتهم -وللأسف- ذلك أن كثيراً من السلفيين عزفوا عن هذا العلم الشريف إلا من رحم الله -ولا أدري أسباب ذلك- إلا قصور الهمم والغفلة عن فضل تعلم هذا العلم الشريف زاهدين في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). [أخرجه البخاري]
 فعسى أن تكون هذه المقالة شحذاً للهمم ودفعاً لطلاب العلم والعلماء للعناية بكتاب الله تعلماً وتعليماً ليحظوا بالخيرية التي حرص عليها السلف الصالح -رضي الله عنهم-، وقد اقتصرت على نماذج من القراء سوى الصحابة لكثرة القراء في الصحابة رضي الله عنهم، ولأنهم كانوا على سبل سوية، ولم تظهر فيهم البدع الردية، وإنما البدع ظهرت بعدهم   -خصوصاً- بعد خير القرون وبالله التوفيق.
باب الألف:
ــ إبراهيم بن عمر بن إبراهيم ابن خليل بن أبي العباس العلامة الأستاذ أبو محمد الربعي الجعبري السَّلَفي -بفتحتين- نسبة إلى طريقة السلف (ت 732 هـ). محقق حاذق ثقة كبير. ولد سنة أربعين وست مئة أو قبلها تقريباً بربض قلعة جعبر، قرأ للسبعة على أبي الحسن على الوجوهي صاحب الفخر الموصلي، وللعشرة على المنتجب حسين بن حسن التكريتي صاحب ابن كدي، قرأ عليه القراءات العشر شيخنا أبو بكر ابن الجندي، وأحمد بن نخلة سبط السلعوس وإبراهيم البلعبكي الشاهد. استوطن بلد الخليل عليه الصلاة والسلام حتى توفي(1).
ــ أحمد بن عبد العزيز بن يوسف ابن أبي العز عزيز بن يعقوب بن يغمور الحراني الأصل، القاهري المولد والمنشأ، نزيل حلب. الشيخ شهاب الدين أبو العباس الشهير بابن المرحل، (ت 788 هـ).
ولد بعد التسعين وست مئة. سمع الشاطبية والرائية من حسن سبط زيادة وسمع من علي بن نصير بن نيا ومن أبي الفتح موسى بن علي الحسيني. وسمع منه جماعة كثيرون، وكتب إليّ بالإجازة من حلب مرات وكان رجلاً خيراً محبَّاً للحديث وأهله من أعيان الرؤساء توفي بحلب(2).
ــ أحمد بن إسماعيل بن يوسف ابن محمد بن العباس أبو الخير الحاكمي الطالقاني الشافعي القزويني (ت 590).
 فقيه مقرئ صالحٌ خيِّرٌ له معرفة بعلوم كثيرة وله كتاب ((التبيان في مسائل القرآن ردّاً على الحلولية والجهمية))، قرأ ((بالغاية)) لابن مهران، وعلى زاهر بن طاهر الشحامي، وقرأ بالروايات على إبراهيم بن عبد الملك القزويني صاحب أبي معشر، قرأ عليه ابنه محمد ومحمد بن مسعود بن أبي الفوارس القزويني، توفي عن نحوٍ من تسعين سنة(3).
ــ أحمد بن صالح الإمام الحافظ أبو جعفر المصري (ت 248).
 أحد الأعلام ولد سنة سبعين ومئة، قرأ على ورش وقالون وعلى إسماعيل بن أبي أويس وأخيه أبي بكر عن نافع، روى عنه القراءة أحمد بن محمد بن حجاج الرشديني والحسن بن أبي مهران والحسن بن علي بن مالك الأشناني.
قال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمن قال: القرآن كلام الله ولا يقول مخلوق ولا غير مخلوق، قال: هذا شاك والشاك كافر(4).  
ــ أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال ابن أسد أبو عبد الله الشيباني (ت241). أحد أعلام الأمة وأزهد الأئمة ولد سنة أربع وستين ومئة، أخذ القراءة عرضاً فيما ذكره أبو القاسم الهذلي عن يحيى بن آدم وعبيد بن عقيل وإسماعيل بن جعفر وعبد الرحمن بن قاوقا، وعندي أنه لما روى الحروف، روى القراءة عنه عرضاً ابنه عبد الله ذكر ذلك الهذلي في ((كامله)) توفي عن سبع وسبعين سنة(5).
باب الحاء:
ــ الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز (ت 446).
الأستاذ أبو علي الأهواذي صاحب المؤلفات شيخ القراء في عصره وأعلى من بقي في الدنيا إسناداً إمامٌ كبيرٌ محدثٌ ولدَ سنة اثنتين وستين وثلاث مئة بالأهواز.
انتصب للكلام في الإمام أبي الحسن الأشعري فبالغَ الأشعريةُ في الحطِّ عليه مع أنه إمام جليل القدر أستاذٌ في السنن لكنه لا يخلو من أغاليط وسهو وكثرة الشدّة أوقع الناس في الكلام فيه، قرأ على إبراهيم بن أحمد ابن محمد بن أحمد الطبري ببغداد وأحمد ابن محمد بن عبيد الله العجلي التستري وأحمد بن عبدون قرأ عليه أبو علي الحسن بن أبي القاسم غلام الهواس وأبو القاسم الهذلي ومحمد بن أحمد بن الهيثم(6).
ــ الحسين بن مبشر أبو علي الدمشقي الكتاني (الكناني ق) (ت 453).
مقرئ صالح قرأ على محمد بن يونس الدمشقي الإسكاف، وأقرأ الناس بجامع بني أُميّة نحواً من خمسين سنة أخذ عنه نجاء بن أحمد وعلي بن طاهر النحوي قال الكتاني (الكناني ث): كان ديناً ثقة على مذهب أحمد(7).
ــ حفص بن عمر بن عبد العزيز ابن صهبان بن عدي بن صهبان أبو عمر الدوري الأزدي البغدادي الضرير نزيل سامراء (ت 246).
 إمام القراءة وشيخ الناس في زمانه ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات ونسبته إلى الدور موضع ببغداد ومحله بالجانب الشرقي، قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع، وقرأ أيضاً على أخيه يعقوب بن جعفر وسليم عن حمزة ...، قرأ عليه أحمد بن حرب وأحمد ابن فرح بالحاء المهملة- أبو جعفر المفسر والحسن بن الحسين الصواف قال أبو داود: ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري وقال أحمد بن فرح المفسر: سألت الدوري ما تقول في القرآن: قال كلام الله غير مخلوق. قال الذهبي: غلط من قال: توفي  سنة ثمانٍ وأربعين ومئتين(8).
باب الخاء:
ــ خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم (هشيم ع ك هشام ق) أبي ثعلب بن داود بن مقسم ابن غالب أبو محمد الأسدي ويقال: خلف بن هشام بن طالب بن غراب (ت 229) الإمام العلم أبو محمد البزار -بالراء- البغدادي أصله من فم الصلح -بكسر الصاد-، أحد القراء العشرة، وأحد الرواة عن سليم عن حمزة، ولد سنة خمسين ومئة.
أخذ القراءة عرضاً عن يعقوب ابن خليفة الأعشى وإسحاق المسيبي ويحيى بن آدم وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة، روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن إبراهيم وراقه وأخوه إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن زهير ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ وهو مختفٍ من الجهمية(9).
باب العين:
ــ عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغساني الدمشقي (ت 208).
أحد شيوخ دمشق بعد ابن ذكوان، أخذ القراءة عرضاً عن (ابن شنبوذ) أيوب بن تميم القاري ونافع بن أبي نعيم، روى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلام وسمع منه أبو زرعة الدمشقي ولد سنة أربعين ومئة ومات محبوساً بسبب الفتنة بالقرآن بالعراق سنة ثمان ومئتين في رجب وفيه مات المأمون(10).
ــ عبد الرحمن بن عبد الحكيم بن عمران أبو القاسم الأنصاري الذكالي المالكي الملقب بسحنون (ت 695).
 مقرئ فقيه إمام عارف بمذهبه، مولده تقريباً سنة ست عشرة وست مئة، قال أبو عبيد الحافظ: سألت شيخنا المزي عنه فقال: شيخ جليل فاضل صاحب سنة لقيته بالإسكندرية، قرأ على أبي القاسم الصفراوي، قرأ عليه القرآن عرضاً لورش وحفص في أحد عشر يوماً أبو عبد الله محمد بن أحمد الحافظ الذهبي(11).
ــ عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي ابن تيمية أبو البركات مجد الدين الحراني  (ت652). وجَدُّ الإمام الحجة تقي الدين ابن تيمية إمام عالم علامة ولد في حدود سنة تسعين وخمس مئة، رحل إلى بغداد فقرأ بالمبهج على عبد الواحد بن سلطان وروى عن عبد الوهاب بن سكينة قرأ عليه أبو عبد الله القيرواني. كان آية في الذكاء، أعجوبة في المناظرة، غاية في سرد الأحاديث وحفظ مذاهب السلف وإيرادها، متقناً للتفسير والقراءات، مات بحران يوم عيد الفطر عن نيف وستين سنة(12).
ــ عبد الكريم بن عبد الباري بن عبدالرحمن بن عبد الكريم بن عمر بن أبي بكر، أبو محمد الصعيدي ثم الإسكندري الشافعي، مقرئ محقق مؤلف مجود، قرأ على أبيه بالبحر الذي لابن عيسى وعلي الصفراوي وإبراهيم ابن وثيق ومحمد بن سليمان الشاطبي تصدَّر للإقراء بالجامع الغزي والجامع الجيوشي والمدرسة الحافظية السلفية وليِهَا بعد أبيه، سمعَتْ منه بنت أخته الوجيهية بنت علي بن يحيى(13).            
ــ عبد الله بن سهل بن يوسف أبو محمد الأنصاري الأندلسي المرسي (ت 480) مقرئ الأندلس أستاذ ماهر محقق مصدر ثقة قرأ القراءات على أبي عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبي عمرو الداني، قرأ عليه عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع، قال أبو علي بن سكرة: وكان أبو محمد شديداً على أهل البدع، قوالاً بالحق مَهيباً، جرت له في ذلك أخبار كثيرة، وامتحن، ولفظته البلاد وغُرِّب، وغمزه كثير من الناس، ثم رجع إلى الأندلس فمات برند(14).
ــ عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد الله بن عمران اليحصِبي -بضم الصاد وكسرها- نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعمر بن قحطان ابن عابر وهو هود عليه السلام.
وقيل: يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصياح وفي يحصب الكسر والضم، فإذا ثبت الكسر فيه؛ جاز الفتح في النسبة فعلى هذا يجوز في اليحصبي الحركات الثلاث، وقد اختلف في كنيته كثيراً والأشهر أبو عمران (ت     118) إمام أهل الشام أخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان ابن عفان وأبي الدردارء وفضالة بن عبيد، قلت: قال يحيى بن الحارث: وكان رئيس الجامع الأموي -بدمشق- لا يرى فيه بدعة إلا غيَّرها ، قال خالد ابن يزيد: سمعت عبد الله بن عامر يقول ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقا في ضيعة يقال لها رحاب، وقبض رسول الله ولي سنتان.
روى القراءة عنه عرضاً يحيى بن الحارث الذماري وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة(15).
ــ عثمان بن عاصم أبو حصين الأسدي الكوفي (ت 132) وقيل (127 أو 128).
 أخذ القراءة عرضاً عن يحيى بن وثاب، روى عنه القراءات سليمان الأعمش وسمع منه أبو بكر بن عياش وكان صاحب سنة(16).
عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين أبو حفص البغدادي (ت 385).
الواعظ الحافظ المفسر، ولد سنة سبع وسبعين ومئتين، روى الحروف عن أبي بكر بن أبي داود وأبي بكر بن مجاهد وأبي بكر النقاش روى القراءة عنه الحسين بن علي الطناجيري، وكان إماماً كبيراً ثقة مشهوراً، له تواليف في السنة وغيرها مفيدة(17).
باب القاف:
ــ القاسم بن سلام أبو عبيد الخراساني الأنصاري مولاهم البغدادي، (ت224).
الإمام الكبير الحافظ العلامة أحد الأعلام المجتهدين، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن علي بن حمزة الكسائي وشجاع بن أبي نصر وسليمان بن حماد وهشام بن عمار وعبد الأعلى بن مسهور وسليم بن عيسى، روى عنه القراءة أحمد بن إبراهيم وراق خلف وأحمد بن يوسف التغلبي وعلي بن عبد العزيز البغوي.
وله اختيار في القراءة وافق فيه العربية والأثر ، قال الداني: إمام أهل دهره في جميع العلوم صاحب سنة ثقة مأمون قال ابن الأنباري: وروينا عن أبي عبيد أنه قال: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام فما رأيت قوماً أوسخ وسخاً ولا أضعف حجة من الرافضة ولا أحمق منهم ومات عن ثلاث وسبعين سنة (18).
باب الميم:  
ــ المبارك بن أحمد بن الحسين أبو منصور الخياط البغدادي (ت 548).
قرأ على أبي منصور الخياط الكبير وكان صالحاً خيراً كتب عنه الحافظ أبو سعد بن السمعاني قال مسعود بن النادر: كان من الصالحين كثير التلاوة للقرآن وتعليمه من أهل السنة(19).
ــ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي القاضي (ت 148).
أحد الأعلام، أخذ القراءة عن أخيه عيسى والشعبي وطلحة بن مصرف والأعمش، روى القراءة عنه عرضاً حمزة والكسائي وبهرام الوشاء، وروى عنه شعبة والسفيانان ووكيع وخلف، قال العجلي: كان فقيهاً صاحب سنة صدوقاً جائز الحديث قارئاً للقرآن عالماً به(20).
ــ  محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة أبو بكر الأصبهاني (ت 360).
أستاذٌ كبيٌر وإمامٌ شهيٌر ونحويٌّ محقق ثقة سكن مصر، قال السداني: ضابط مشهور مأمون ثقة عالم بالعربية بصير المعاني حسن التصنيف صاحب سنة، قرأ على أبي بكر بن مجاهد ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي الأخير وأبي بكر النقاش، قرأ عليه خلف بن إبراهيم وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي وعبد المنعم بن غلبون، توفي بمصر وصلى عليه أبو طاهر القاضي(21).
ــ محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر (ت 118) وقيل أربع وقيل خمس وقيل عشر، لأنه بقر العلم أي شقه وعرف ظاهره وخفيه ولد سنة ست وخمسين، عرض على أبيه زين العابدين وروى عنه وعن جابر وابن عمر وابن عباس. قرأ عليه ابنه جعفر وحمران وكان سيد بني هاشم علماً وفضلاً وسنة قال سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: تولهما وأبرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى(22).
معلى بن منصور أبو يعلى الرازي الحافظ الفقيه الحنفي (ت 211).
 ثقة مشهور روى القراءة عن أبي بكر بن عياش وكان من أصحاب أبي يوسف الكبار ، روى القراءة عنه محمد بن سعداة وسمع منه علي بن المسدسي وأبو بكر بن أبي شيبة. قال العجلي: ثقة نبيل صاحب سنة طلبوه على القضاء غير مرة(23).
ــ موسى بن عبيد الله بن يحيى ابن خاقان أبو مزاحم الخاقاني البغدادي، (ت325).
إمام مقرئ محدث أصيل ثقة سنّي، أخذ القراءة عرضاً عن الحسن بن عبد الوهاب ومحمد بن الفرج وإدريس ابن عبد الكريم، قرأ عليه أحمد بن نصر الشذائي ومحمد بن أحمد الشنبوذي قال الداني: وترك أبو مزاحم الدنيا وأعمل نفسه في رواية الحديث وأقرأ الناس وتمسك بالسنة وقال الخطيب: كان ثقة من أهل السنة وله قصيدة في السُّنَّة(24).
باب الياء:
ــ يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة أبو زكريا البصري (ت 200).
صاحب ((التفسير))، روى الحروف عن أصحاب الحسن البصري عن الحسن بن دينار وغيره وله اختيار القراءة من طريق الآثار وكان ثقة ثبتاً ذا علم بالكتاب والسنة ومعرفة اللغة العربية صاحب سنة، قاله الداني وسمع منه بمصر عبد الله بن وهب ومثله من الأئمة(25).
قلت: ولا يخلو زماننا -ولله الحمد- من قراء سلفيين عقيدة وعلماً وعملاً وسلوكاً، وإن كانوا هم الأقل بالنسبة للكثرة الكاثرة من القراء والذين غالبهم إما من الصوفيين أو من الحزبيين المتعصبين أو من الأشاعرة وغيرهم والأصل أن يمضيَ القراء على سنن قراء السلف من الصحابة والتابعين على الصراط المستقيم دون اتباع سبل الشياطين فتفرق بهم عن سبيله، وهذا هو الأليَق فأهله هم أهل الله وخاصته كما صح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.