هل يجوز تهنئة النصارى بعيدهم، أو هل هناك ما يمكن قوله للنصارى بعيدهم؟ - جمعية مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث

21 : هل يجوز تهنئة النصارى بعيدهم، أو هل هناك ما يمكن قوله للنصارى بعيدهم؟

رقم الفتوى
21
تصنيف الفتوى
الفقه
التاريخ
09/06/2018
السؤال :
هل يجوز تهنئة النصارى بعيدهم، أو هل هناك ما يمكن قوله للنصارى بعيدهم؟
الجواب :
تهنئة الكفار بأعيادهم حرام بالاتفاق، قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه «أحكام أهل الذمة» (1/441): «وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام؛ بالاتفاق؛ مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر، فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً مِن التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنَّأ عبداً بمعصية، أو بدعة، أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه».
وقد حُرِّمت تهنئتهم بأعيادهم؛ لأن فيها إقراراً لهم على كفرهم، ورضاً به لهم ، وهذا مضاد لقوله -تعالى-: {ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة:3].
وقد استدل مجاهد والضحاك والربيع بن أنس وعكرمة-وهم مِن أئمة وعلماء التابعين- على حرمة مشاركة المشركين في أعيادهم بقوله -تعالى-:{والذين لا يشهدون الزور}[الفرقان:3]؛ قالوا: «هو أعياد المشركين». [كما في «الاقتضاء المستقيم» (ص181-182)].
وكذلك إذا هنؤنا بأعيادهم فإنا لا نجيبهم ؛لأنها أعياد باطلة وزور، ومن باب أولى عدم إجابة دعوتهم للاحتفال بأعيادهم، ومشاركتهم فيها.
والخلاصة: يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بكل شيء خاص بهم، ومِن ذلك إقامة الحفلات بأعيادهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» [صحيح: «إرواء الغليل» (1269)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» (ص 259): «مشابهتهم في بعض أعمالهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل».