لقد أنعم الله عليّ بنعمة الإيمان، ولا أرتكب معاصي سوى أني أحلق لحيتي - جمعية مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث

32 : لقد أنعم الله عليّ بنعمة الإيمان، ولا أرتكب معاصي سوى أني أحلق لحيتي

رقم الفتوى
32
تصنيف الفتوى
القواعد الفقهية
التاريخ
09/06/2018
السؤال :
جاءنا سؤال من شاب مسلم من أحد البلاد العربيّة يقول فيه: «لقد أنعم الله عليّ بنعمة الإيمان، ولا أرتكب معاصي سوى أني أحلق لحيتي؛ والسبب في ذلك: أنّنا نمنع من إعفاء اللحى، ومن يفعل ذلك يسجن، ويعذب، ويصل سجنه إلى عشر سنوات وأكثر، وعليه؛ فإن أمي قالت لي: لو أعفيت لحيتك فعليك غضبي، وكثرت مشاكلي مع والدي بسبب هذا الأمر، فما الحل بالله عليكم»؟
الجواب :
إذا تعرض من يُعْفِي لحيته للتعذيب، والسجن وغير ذلك، فإنه في هذه الحالة له رخصة في الحلق -إن شاء الله تعالى- فـ (الضرورات تبيح المحظورات)، و(الضرورة تقدّر بقدرها)، و(إذا ضاق الأمر اتسع).
معَ التنبيه إلى اختلاف الناس في احتمال هذه المصاعب، والقدرة على تجاوزها، والله -تعالى- يقول: {بل الإنسان على نفسه بصيرة}.
فإن زالت هذه الأسباب عُدت إلى إعفاء اللحية، ولا يضرك غضب والديك أو أحدهما إذا خالفت أمرهما بذلك مع وجوب برهما والتلطف بهما، حتى وإن أمراك بأكبر من ذلك، قال –تعالى-: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثمّ إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} [لقمان: 14-15].
وإذا كنت تضطهد في دينك بسبب تمسكك بالدين الصحيح، فأرض الله واسعة، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.