بيان مركز الإمام الألبانيّ
في الدّفاع عن الإمام الألبانيّ
-رحمه الله-
بسم اللهِ الرّحمن الرّحيم
بيان
الحمدُ للهِ عظيمِ المِنَّةِ، ناصرِ الدِّينِ بأَهلِ السُّنّةِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيَّنا مُحَمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِه أجمعينَ،
أمّا بَعدُ ...
فإنّ الإِمامَ الألبانِيَّ -رحمه اللهُ- إِمامٌ مِن أئِمَّةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَةِ، وعَلَمٌ مِن أعلامِ العَصرِ، أحيا اللهُ بِه عِلمَ الحَديثِ، ونَشرَ بِهِ السُّنَّةَ. ورفعَ اللهُ ذِكرَه؛ فقَرَنَ اسمَه باسمِ النَّبِيِّ الكريمِ ﷺ معَ أئمَّةِ الرِّوايَةِ في دَواوينِ السُّنَّةِ، حتّى خُطِبَ باسمِه على منبَرِ الحرَمَين الشّريفَين، ودُوِّن حُكمُه على الأحاديثِ في كثيرٍ مِنَ الدّراساتِ والأبحاثِ، وكُتِبَ حَولَه عددٌ كبيرٌ جِدًّا مِنَ الدّراساتِ العِلميّةِ والرّسائلِ الجامِعيّةِ، وشَهِدَ لهُ عُلماءُ عَصرِهِ بالفَضلِ والإِحسانِ، وصِحَّةِ المُعتَقَدِ وسلامَةِ المَنهَجِ، ورَضِيَتْهُ الأُمَّةُ لِدِينِها مُعلِّمًا ومُفتِـيًا ومُرَبِّيًا.
وحازَ على جائِزَةِ الملكِ فَيصلِ مِن المملكةِ العربيَّةِ السَّعُودِيَّة، وأثنى عليه وعلى مَنهَجِه الشَّيخُ ابنُ بازٍ والشَّيخُ ابنُ عثَيمينَ -رحمهما الله-، وغيرُهما مِن أئِمَّةِ العِلمِ والهُدَى.
ولا زالَ اللهُ -سبحانه وتعالى- يُجرِي في أهلِ العِلمِ سُنَّتَه في النَّبِيِّينَ والمُرسَلِين -صلواتُ اللهِ وسَلامُه علَيهِم أجمَعينَ-؛ فَهُم وَرَثَةُ الأنبِياءِ، وما مِن نَبِيٍّ بَعثَهُ اللهُ إلّا عادَاهُ النَّاسُ، وكذلك العُلماءُ؛ فما أحسنَ أثرَ العُلماءِ على النَّاسِ، وما أقبحَ أثرَ بَعضِ النّاسِ علَيهِم!
ومِنَ النَّاسِ مَن لا يَعرِفُ فَضلَ العُلماءِ وقَدْرَهُم، فَفَاهَ شَخصٌ - ولَبِئسَ ما فَاهَ- مُتَّهِمًا الإمامَ الألبانيَّ -رحمه اللهُ- بالبُهتانِ؛ فقالَ: “... جماعَةُ أهلِ الحَديثِ وشَيخُها ناصرُ الدّينِ الألبانيّ، ومِنها نشأت جماعاتٌ أخرى أبرزها: الجماعةُ السَّلَفِيَّةُ المُحتَسِبَة، وساهَمَ في دَفعِ أفرادِها إلى التَّعَدِي على مَهامِ الدَّولَةِ والقيامِ بأعمالِ هَيئَةِ الأمرِ بِالمعرُوفِ والـنَّهيِ عن المُنكَرِ ...”.
ولقد أظهرَ اللهُ -سبحانه وتعالى- مَكانَةَ الإِمامِ الألبانيِّ -رحمه الله- في الأُمَّةِ؛ فكَم مِن عالِمٍ وفاضلٍ ذَبَّ عَن عِرضِه، ونَشرَ مَحاسِنَه، ودَعا لَه بِالرَّحمَةِ... وَلا عَجَبَ فإنَّ لِلعُلَماءِ نَصيبًا مِن قول الله -تعالى ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ﴾.
أمّا السَّبّابُونَ الكاذِبُونَ فاختَصرَ حالَهُم وبَيَّنَ مَآلهَم الحافِظُ ابن عَساكِرَ -رحمه الله- إذْ قالَ: “لحُومُ العُلماء مَسمُومَةٌ، وعادَةُ اللهِ في هَتكِ أستارِ مُنتَقِصِيهِم مَعلُومَةٌ، فإنَّ مَن أطلقَ لِسانَهُ في العُلَماءِ بِالثَّلْبِ، ابتلاهُ اللهُ -تعالى- قَبلَ مَوتِه بموتِ القَلب”.
شَكَرَ اللهُ لِلصّادِقينَ صِدقَ غَيرَتِهم، ونُبَشِّرُهُم بِقول النَّبِيِّ ﷺ: «مَن ردَّ عَن عِرضِ أخيهِ؛ رَدَّ اللهُ عن وجهِهِ النَّارَ يومَ القيامةِ» رواه التّرمذيُّ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ. وإنَّ ما رأيناهُ مِن دِفاعِ العُلماءِ والأُمَراءِ والأُدباءِ وعامَّةِ المسلمينَ عَن عِرض الإمامِ الألبانيِّ -رحمه الله- دليلُ خيرٍ في الأُمّةِ، ولَن يزالَ في الأُمّةِ أولُو بَقِيَّةٍ ينهَونَ عنِ الفَسادِ في الأَرضِ.
رَحِمَ اللهُ الإمامَ الألبانيَّ، ورفع درجتَه، وأحسَنَ عاقِبَتَه، وأكرَمَ مَنزِلَتَه، والحمدُ للهِ رَبَّ العالمَين..
مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
الجمعة
٢٢ / ذو القعدة / ١٤٤٢هـ
الموافق: ٢ / ٧ / ٢٠٢١ مـ
alalbany.org