بسم الله الرحمن الرّحيم
بيان
﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فإنّ مِن رَكائزِ دينِنا أنّه دينُ الرّحمة والإحسانِ والرّأفةِ، والغُفران، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾
فكانَ رحمةً للصّديقِ والبعيدِ، والحبيبِ والعدوّ، والشّجر، والحجر، والدوابّ، والطّيور...
وممّا جاءَ في الإحسانِ عمومًا قول اللهِ -عزّ وجلّ-: ﴿وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾، وقولُه -عليه الصّلاة والسّلام-: «إنّ اللهَ كتبَ الإحسانَ على كلّ شيءٍ، فإذا قتلتُم فأحسِنوا القِتلة، وإذا ذبحتُم فأحسِنوا الذِّبـحةَ، ولُيحِدَّ أحدُكم شفرتَه، وليُرِح ذبيحتَه».
والّذي خلقَ الأنعامَ هو الّذي أمرَ بالتّضحيةِ؛ فقال: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ﴾، ومِن أهدافِ خلقِها: أن تكونَ غِذاءً، وطعامًا للنّاسِ أجمعين، وهذا أمرٌ مركوزٌ في الفِطَر السّويّةِ.
والأضحيةُ والهَديُ مِن شعائرِ اللهِ؛ قال تعالى: ﴿وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ﴾ وأخبرَنا - سُبحانَه - أنّنا بذلك ننالُ الأجرَ والثّوابَ، وتحصيلَ التّقوى، فقالَ: ﴿لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ﴾.
مِن هُنا لا نستغرب الإنكارَ العامَّ، من العوامِّ قبل الخواصِّ، لِمن أنكرَ الأضحية، وزعمَ أنّها ليسَت مِن الدِّين في شيءٍ، أو أنّها خاصّةٌ بالحجّ، ثمّ جاء بفلسفة غريبة على مجتمعنا ودينِنا وأخلاقِنا.
وحينَما ننظرُ إلى هؤلاء المُدَّعين للرَّحمة بهذه الدوابِّ لا نرى رحمتَهم المزعومةَ إلّا إذا تعلّقت بدينِنا وشعائرِنا، وأمّا ما تصنَعُه الشعوبُ الأُخرى في مُناسَباتِها مِن تعذيبٍ أو خنقٍ أو حَرقٍ أو سَحقٍ لهذه الدوابّ، فهذا لا يُرى ولا يُنتَقَد!
وبعدَ هذا كُلّه: فإنّنا نُهيبُ بِمَن لَه الكلمةُ واليَدُ أن يَأخُذَ على أيدي هؤلاء السُّفهاء الّذين لا يفتؤون يطعنون بشعائر دينِنا؛ حتّى لا يكونوا فتنةً لبلدِنا وا لنّاسِ أجمعين.
ربّنا احفظ علينَا بلدَنا من شرّ كُلّ ذي شرّ، وأدِم علينا الأمنَ والأمانَ، والسّلامةَ والإيمان
وصلّى اللهُ على نبيّنا مُحمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين
والحمدُ للهِ ربّ العالمين
جمعيّة مركز الإمام الألبانيّ للدّراسات والأبحاث
الجمعة ١٣ / ذو الحجّة / ١٤٤٢هـ الموافق: ٢٣ / ٧ / ٢٠٢١ مـ
alalbany.org