رقم الفتوى
147
تصنيف الفتوى
العلم
التاريخ
10/06/2018
السؤال :
يسأل الأخ من الجزائر عن الخطوات التي ينبغي أن يسلكها طالب العلم وما هي المنهجية في الطلب؟ الجواب :
العلم مراتب ومناقل لا ينال أعلاها إلا بالدخول في أدناها، ولا يدرك إلا بالمرور على جسر من الجهد والمشقة كما قال يحيى بن أبي كثير: «لا ينال العلم براحة الجسم».ولذلك ينبغي أن يهتم طالب العلم بمبادئه وأوائله وأهمه: وهو الاعتناء بكتاب الله –عز وجل- فهو خير العلوم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»؛ فيهتم طالب العلم بتلاوته وتلقيه على يد المشايخ أهل الاختصاص، ثم الاعتناء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة الكتب الستة التي هي دواوين الإسلام وقاموس السنة المطهرة.
ويقسم العلم إلى نوعين:
1- العلم العيني: كأمور التوحيد ومسائل العقيدة والمنهج والطهارة والصلاة والصيام.
2- العلم الكفائي: وهو ما لم يتعين على المسلم بعينه بل يقوم به فئام من المسلمين فيغنوا عن الآخرين.
وطالب العلم يهتم بالأول؛ لأنه فرض عليه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، ويسعى للمشاركة في الثاني على حسب وسعه وطاقته ووقته.
وإذا أراد طالب العلم أن يحط رحاله في رحاب علم من العلوم؛ فلا بد له قبل ذلك من الاشتغال بصلب العلم دون مُلَحه وفرعياته، ولا يسعى للتخصص المبكر؛ ليتصدر قبل التأهل. ثم ينبغي التضلع في ثلاثة علوم: أصول الفقه، وعلم الحديث، ولسان العرب.
وعلى طالب العلم أن يضن بوقته؛ فهو حياته فلا يذهب هدراً دون فائدة تزيده علماً وحلماً: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}.
وعليه أن يترك فضول الكلام والطعام، وأن يترك مالا يعنيه، ولا يظهر منه أو يشم منه رائحة الرياسة؛ فمن وجد منه ذلك؛ فلا يكاد يفلح أبداً، وعليه أن يلزم غرز العلماء وأن يرد المسائل الكبار إلى أهلها فهم الذين يعلمونها ويدركونها وعليه أن يدمن ذكر الله فإنه نعم المعين على لأواء الطريق ونصبه، ورأس مال طالب العلم هو الإخلاص لله سراً وعلانية واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بمنهج السلف الصالح من الصحابة الأخيار والتابعين الأبرار ومن تبعهم إلى يوم الناس هذا؛ فهو الصراط المستقيم.