رقم الفتوى
36
تصنيف الفتوى
الحديث
التاريخ
09/06/2018
السؤال :
أرجو التكرّم بأن ترسلوا إليّ مبحثاً عن قصة الحمامتين والعنكبوت غير الصحيحة، وما هي الأدلّة على أنها غير صحيحة؟ وهل هناك قصص غير صحيحة تشابه ما سبق؟ الجواب :
خرّج شيخنا الإمام الألباني -رحمه الله- في «السلسلة الضعيفة» (1128 و 1129 و 1189) قصة عنكبوت الغار والحمامتين، ثم قال: «واعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكن من ذلك على علم . . ».أمّا أدلة ضعف هذه القصّة:
فمن الناحية الإسناديّة: لم يصح فيها سند، وأما من الناحية المتنية ففي الآية {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها} [التوبة:40] ما يؤكد ضعف الحديث؛ لأنها صريحة بأنّ النصر والتأييد إنما كان بجنود لا ترى، والأحاديث تثبت أن نصره صلى الله عليه وسلم كان بالعنكبوت والحمامتين، وهي مما يُرى، والأشبه بالآية أنّ الجنود فيها إنما هم الملائكة.
وهناك أحاديث وقصص غير صحيحة، لها تعلّق بالسيرة، مثل: حديث الغمامة، وحديث الغزالة، وحديث الضب، وغير ذلك، وانظر كتاب «فوائد حديثيّة» للإمام ابن القيّم الجوزيّة.
وعليه؛ فلا يغتر بما كتبه أكثر من ألّف في السيرة من جزمهم بصحة هذا الحديث، والله أعلم.