رقم الفتوى
58
تصنيف الفتوى
البدع والمحدثات
التاريخ
09/06/2018
السؤال :
هل يجوز قراءة القرآن في جماعة -وبصوت مرتفع- على روح الميت؟ الجواب :
لا يجوز -أصلاً- قراءة القرآن جماعة؛ لأن ذلك لم يفعله السلف، بل هو بدعة في الدين؛ لأن فيه تشويش بعضهم على بعض -إلا عند الضرورة-، كتلقين الأطفال والأعاجم كلمات القرآن لعدم قدرتهم على ذلك وحدهم. لكن؛ لا يقرأ القرآن على روح الميت -أصلاً-، ولا يصله ثواب القراءة لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن السلف الصالح.
قال ابن كثير في «تفسيره» بعد أن ذكر قوله -تعالى- (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) [النجم : 39] : «...ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي -رحمه الله- ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى؛ لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم، ولهذا لم يَندِب إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم يُنقل ذلك عن أحد من الصحابة -رضي الله عنهم- ولو كان خيراً لسبقونا إليه».
إلا أن القراءة كسائر العبادات يصل ثوابها إلى الآباء من الأبناء وإن عَلَوْا دون تخصيص؛ لأن الابن من كسب أبيه، فكل ما يفعل الأبناء يصل للآباء، وبخاصة إذا كانوا من ثمرتهم بحسن تربيتهم ورعايتهم لهم؛ لقوله
-تعالى-: (رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).