رقم الفتوى
73
تصنيف الفتوى
العقيدة
التاريخ
09/06/2018
السؤال :
ما صحة الحديث الذي رواه البيهقي في «دلائل النبوّة»: «أنَّ قحطاً أصاب الناس في زمان عمر، فجاء رجل! قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: ائت عمر فاقرأه السلام، وأخبره أنهم مسقون، وقل له: عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى الرجل عمر-رضي الله عنه- فأخبره فبكى، وقال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه»، قال ابن كثير في «البداية»: «إسناده صحيح، وروى مثله ابن أبي شيبة»، وقال ابن حجر: في «فتح الباري» (2/415) «إسناده صحيح».وإن صح هذا الحديث هل هو يدل على جواز التوسل بالأموات؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب :
1- هذا الأثر لا يصحُّ؛ لجهالة مالك الدار؛ فلم يُوثِّقه إلا ابن حبان، ولم يرو عنه ثقات الحفَّاظ(*).2- وأمَّا دعوى أنَّ الحافظ ابن حجر صحَّح سنده: فليست دقيقة؛ ذلكم أنَّ لفظَه -رحمه الله-: «روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار…»!
فهذا منه تصحيحٌ للسند إلى الموضع المذكور، دون تمامه، وهي طريقةٌ معلومة عنه وعن غيره من الحفَّاظ.
3- إنَّ السنّة الصحيحة المتوارثة عند القحط، وانقطاع المطر: استحباب إقامة صلاة الاستسقاء كما ورد بالأسانيد الصحيحة عن عُمر وغيره من الصحابة.
4- ولوصح السند كلُّهُ -مع كونه لم يصح-: فالحجَّة لا تقومُ بخبر مجهولٍ لا يُعرف!! فمن هذا الرجل الذي جاء إلى القبر؟ وما منزلته؟ وما مكانته؟! و…و…
ويُراجع كتاب «التوسل أنواعه وأحكامه» (ص130-134) لشيخنا الإمام الألباني -رحمه الله- ففيه تفصيلٌ مفيدٌ جداً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) وتصحيح ابن كثيرٍ إسناده مبني على توثيق ابن حبان! والراجح عدم اعتباره، بل إنَّ ابن كثير –نفسه- أورد عَقِبَ هذه القصَّةِ قصّة استسقاء عمر بالعبّاس، المروية في «صحيح البخاري»، وكأنَّ هذا منه –رحمه الله- غمزٌ بمتن القصّة التي صحَّح (سندها) –حسب-!